توصلت القوى العسكرية والمدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، إلى اتفاق لانعقاد آلية سياسية لصياغة الاتفاق النهائي قريباً.
وانعقد، ليل الأربعاء، اجتماع موسع ببيت الضيافة ضم قائدي الجيش والدعم السريع وأكثر من ثلاثين من ممثلي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، بجانب سفراء وممثلي الآلية الثلاثية والمجموعة الرباعية والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري اتفقت على الدعوة لانعقاد آلية ثلاثية، تبدأ عملها بصورة عاجلة لصياغة مسودة الاتفاق النهائي”.
وأشار إلى أن هذه الأطراف والآلية الثلاثية اتفقوا على الفراغ من عقد مؤتمر العدالة والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري قبل بداية شهر رمضان.
ويتوقع أن يحل شهر رمضان في 23 مارس الجاري.
ومن المقرر انطلاق أعمال مؤتمر العدالة والعدالة الانتقالية غدًا الخميس على أن يستمر إلى 20 مارس الجاري، ليبتقي أمام موقعي الاتفاق الإطاري عقد مؤتمر عن الإصلاح الأمني والعسكري.
وفي يناير وفبراير، عقدت هذه القوى مؤتمرات عن تفكيك بنية النظام السابق وأزمة شرق السودان وتقييم اتفاق السلام؛ وهي مؤتمرات تأتي في سياق عملية سياسية انخرطت فيها القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في 5 ديسمبر 2022.
وقال خالد عمر إن الاجتماع كلف اللجنة التنسيقية المشتركة مع الآلية الثلاثية، بصياغة جدول زمني للمهام المتبقية واستكمال النقاش فيها.
وأفاد بأن مهام اللجنة تحديد توقيت الاتفاق النهائي وتشكيل هياكل السُّلطة المدنية الانتقالية التي تنشأ على أساس الاتفاق.
وتيسر الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد العملية السياسية بين العسكر والقوى المدنية، بدعم من المجموعة الرباعية التي تضم أميركا وبريطانيا والإمارات والسعودية.
وتحدث خالد عن تأكيد موقعي الاتفاق الإطاري رغبتهم الأكيدة في الوصول إلى الاتفاق النهائي خلال وقت وجيز، لاستعادة الانتقال المدني وتجاوز التحديات التي تمر بها البلاد.
وأضاف: “أمنت الأطراف العسكرية والمدنية على توافقها حول أسس ومبادئ الإصلاح الأمني والعسكري، وعلى عزمها الأكيد على تجاوز النقاشات الفنية المتبقية في هذا الأمر”.
وقال المتحدث باسم ائتلاف الحرية والتغيير ياسرعرمان إن التوافق الذي تم خلال الاجتماع على أسس ومبادئ الإصلاح الأمني والعسكري وضع القوات المسلحة والدعم السريع في الاتجاه الصحيح الذي يخدم السودان ويقوم على قوة المنطق لا منطق القوة في إزالة أي تباين بين الأطراف.
وأضاف في تغريدات على تويتر ” نحن نتجه نحو قطع الشوط الأخير من العملية السياسية التي تحتاج لمزيد من التفاف الشعب ووحدة قوى الثورة والتصدي لتخريب الفلول الذي سيزداد ضراوة”.
تحركات مضادة
من جهة أخرى قالت مصادر موثوقة، لـ “سودان تربيون”، إن الحزب الاتحادي الديمقراطي ــ الأصل بقيادة جعفر الميرغني رفع وتيرة الحراك داخل تحالف الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية، تمهيدًا لتسمية رئيس وزراء وتشكيل حكومة انتقال.
وأشارت إلى أن الحزب كثف اتصالاته مع حزب الأمة القومي ورئيس الحركة الشعبية ــ شمال عبد العزيز الحلو، من أجل إعلان رئيس وزراء وتشكيل الحكومة.
ويترأس نائب رئيس الحزب جعفر الميرغني الكتلة الديمقراطية، وهو تحالف يضم حركات مسلحة وقوى متحالفة مع الجيش وزعماء عشائر، يرفض العملية السياسية ويُطالب بتجاوزها.
ومقرر أن يعقد الميرغني لقاءات في العاصمة المصرية مع الحلو التي يصلها في 20 مارس الجاري، ضمن جولة تشمل دول عربية وأفريقية.
وتحدثت المصادر عن أن الحزب الاتحادي يقول إن أوضاع السودان الاقتصادية والسياسية والأمنية لا تحتمل تأخير تشكيل حكومة، معتبرًا موقعي الاتفاق الإطاري مجموعات ضغط محدودة التأثير الداخلي.
سودان تربيون