في رثاء الشريف بركات للمرحوم / الشيخ محمد عبد الله الوالي
هِلن الرماد على الرؤوس الصاديا وهتكن أستاراً وصحن بواكيـــا
وبرزن من خلف الحجاب سوافراً لا يستمعن من المصاب مناديا
فبكـــلٍ بيتٍ مـــأتمٌ ونــــوائـحٌ يغسلن بالدمع السخين مآقيا
يندبن نجمـــاً قد هوى ومؤمــلاً أودى وحصناً قد تدكدك ثاويا
يبكيـن آمالاً هــوت جوف الثرى لمــــــا سمعن بالشريف الناعيا
بركات غال الموت فيه أخا هدىً وأباً عطوفاً بالضعيف وحانيا
للموتِ سهم لا يطيش إذا رمى ولو أنــــه قصد السماك العـــــــاليا
أردى بــــه شهماً همــامـاً مـاجــداً كــم رد نائبـــةً وصدّ عـــــــواديا
بركــات غوث المرمـلين وغيثهم ورجـا الفقير إذا تدثـــر طـــاويــا
بركـات كنت مـلاذ عـافٍ مملقٍ وحمىً إذا جار الزمان وحاميا
بل كنت روْحاً للقلوب من الأسى ولكم رددت إلى الهداية غاويا
تــأتي الوفــودُ إليـــك تشكوا بثها فتزيــــل الامــــاً وتشفي صابيا
وتفيدها الرأي السديد إذا لتوت سبل الأمور ولم تصادف هاديا
لله حــــــزم قــد هويت وحنكــةً تــزر العصي من الأمــور مؤاتيــــا
وعــــزيمةً تفــــلُّ الخطـوب ومـوقف عند الــــــنوائب لم نجــد لك ثانيا
لــك منطـقٌ عذبٌ يكــادُ للطفِهِ يُسلي أخـــــــا حزنٍ ويروي صاديا
ما كان فقدك فقـــد شخص واحـد بل أمة ذهبت تجيب الداعيــــــــــا
ولـو أن هذا الموت يقبـل فديـــــــةً لفـــــداك قـــــــــوم بالنفوس غواليا
لكنـــــه الأجــل المحتــم إذ أتى حـــــار الطبيب أسىً وصار مواسيا
أنتــم أمـان الكـون آل المصطفـــى فــــــــإذا فُقدتُم صــــار ليلا داجيا
لــولا سنـاً في ابتيـك يُرجـــــــــــى ضوؤه عــز المصاب ولم يغـادر ساليا
لكــن لنـا أمــلٌ وطيـــدٌ فيهمـــــا أن يبلغـــا فيمـا أتيت مـــراميــــــــــا
ويحــقــقــا الظــن الجميــل ويبلُغــا مجـــــــــــداً يمِتُ إلى الكواكبِ ساميا
الله نســــالــــــه دوام عنــــــــايـــةٍ بهـــمـا وفتــحــاً ثــــابتــاً مـــتـــوالـيـا
لتظـل دارك كـــعبــةً محجـــــوجـــةً للطــالبــين ومــن يؤمــل عـافيــــــا
أمثـال مـا كـانت حياتك ملجــــأ تــأوي الضعيــف وتستــــــرد الفانيا
فــأهنأ بتربتـك الكــريمـة طــاهــراً متــوســـداً فـي عفــو ربـك بـاقيــــا
وعليــك مــن رضوانـه وسلامــــه صبـــاً يســـح على ضريحك غاديا
غادرت ظهر الأرض محمود السُرى وأفــــــد منــــــك القبر أبلج صافيا
