صباح الليل – طه الشريف – الغياب والحضور لأيام الدهور

كل عام يأتى بلا فرصة رجوع ويالها من سنة الله في الأرض أن اليوم البمر وين تلقاه تاني .. كل الناس أحست قي رأس هذه السنة برحيل عام وحضور آخر وكثيرون يرون أنه حضور جميل وعام أنيق نتمنى فيه تحقيق كل الأماني الصالحات .. رحيل العام ليس كرحيل الأنام على الأقل في حساباتنا نحن البشر فبعضنا لا يأسف عليه خاصة عند جرد الحسابات فيه والفرح بما تحقق والإصرار على ما تبقى فأجمل ما نستقبل به العام الجديد هو إعطاؤه منفستو الأيام القادمة والأعمال المزمع تحقيقها وخارطة لبرامج الشهور والأسابيع والليالي والساعات التي يحملها ونهمس له بعجز رفيقه الراحل عن استيعاب بعضها وترك جزء منها دون تحقيق وليس العيب في زماننا لكن العيب فينا .. وأجمل هدية لأنفسنا وأحبابنا أن نجدد حياتنا لعام آخر ونشحذ هممنا لآمال قادمة ونلون دنيانا بابتسامات وفرح وتجديد فمن لا يتجدد يتبدد .. أجمل عبارة استوقفتي في الأناشيد الوطنية هي  : (لو ننهض جميع بصلابة   مابتلقونا تاني غلابة ) هذه من أحدى روائع الراحل حسن خليفة العطبراوي مرحبتين بلدنا حبابها .. تصوروا يارعاكم الله لو رفعنا هذا المقطع فقط شعار لنا في هذا العام الذي مضى ريعه ولو ما مصدقنه بس عشان نمتحنه … فما أحلى أن نخرج من زمرة الغلابة (اي المغلوبين على أمرهم )   والمستضعفين والمذلولين … بعملنا وبإرادتنا نحن الشعب والشعب فقط .. لا نحتاج لمعين غير الله والزارعنا غيروا اليجي يقلعنا .. الأمر لا يحتاج لشيء مستحيل سوى توكل على الله وحزمة من الأمل والعمل الجماعي ونكران الذات والتخطيط السليم ودرء المفاسد ورفع المصالح الشخصية والذاتية وسمو النفس والروح والقلب والعقل .. ولو طبق كل إنسان ذلك في نفسه مع استصحاب روح الجماعة والوطن والبلد والأهل لكفاه ذلك نهضة وتقدما وتحضرا … ليس أكثر من حفنة من تطبيق وحركة محكمة وتحقيق نتائج …  أذكر هنا اندهاش الذين كنت حاضرتهم عن ركائز النجاح في الحياة وسألتهم أن يحضروا ورقة يقسموها إلي نصفين يكتبوا في النصف الأول أعمال وفي الثاني نتائج .. ويدونوا عليها كل حركتهم في اليوم الذي مضى ويحسبوا كم عدد التحركات في عمود الأعمال وكم عددها في عمود النتائج .. فاندهش الجميع لكثرة الأعمال والحركة التي يبذلونها في اليوم والليلة وفي المقابل قلة مدهشة أيضا في عمود النتائج المتحققة .. هذه الحركة التي يجب ضبطها أي لا تشغل نفسك في عمل بلا نتائج ولا أذيع سرا لو قلت لكم أن كثرة مشغوليات الإنسان من علامات الفشل .. لأن الناجح يعمل وفقا لخطة وجدول حركة وبيانات جدوى للحياة .. أما الركض واللهث ورا الفارغة والمليانه فهذا دليل على التخبط وتوهان الطريق وزحمة الحياة بلا طائل .. أما الذي لايعرف أهدافه ولا يجرد تحركاته فلا يغفل قول الله في هؤلاء (أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) صدق الله العظيم ..  فالبهائم لم تحمل أمانة ولم تكرم بعقل ولذلك فهي ليست مسؤوله عن شيء ولا يهما غير أكلها ونومها وتناسلها فلا خلافة لله على أرض ولا إعمار للحياة يؤرقها .. ولكن أنت حبيبي الإنسان فلك رسالة ودور وأمانة لا تضيعها بالتواني والكسل والتواكل .. أنهض كما هيأك الله تعالى لذلك وتحرك بمقدار ودراسة وحقق من كل خطوة نتيجة نحو الهدف ولو قليلة جدا فمن سار على الدرب وصل كذلك من كان لله اتصل وما كان غير ذلك انفصل .. كن متصلا بالله وانسجم مع الكون واسعى نحو تحقيق النائج وتجديد الحياة وحساب الخطوات وستجدك في العام القادم أكثر نجاحا وإصرارا على مواصلة مشوار السنين بنفس الهمة والنشاط والأمل .. وكل عام وأنتم جديدييييين وما بتلقونا تاني غلابة .