حسين خوجلي يكتب :الورقة التي أخفتها جامعة الدول العربية

 

سقط مشروع السلطان العربي بسبب جوهري مشهود وهو أن الثقافي كان دائماً متأخراً عن السياسي، بل أن السياسي جعل من الثقافة اكسسواراً في حوائط البلاط، مع أن الصحيح أن تكون خريطة طريق ونور هداية. ومن الحكايات الموحية التي يتعزى بها أهل الثقافة حكاية المثقف الموسوعي عبد الحميد الكاتب وزير ثقافة الدولة الأموية إذ كان كاتباً ووزيراً لمروان بن محمد آخر أمراء بني أمية الذي أطاحت بعرشه جحافلة الدولة العباسية، وقد هرب من دمشق متخفياً إلى قرية بوصير من أعمال الفيوم بمصر وقد لحقه فيلق من العباسيين كشف مكان اختبائه.
وكانت آخر الكلمات التي سجلت في دفتر النهايات العربية المحزنة قولته المؤثرة في حق وزيره العالم حيث قال آمراً: ( إنجو بنفسك يا عبد الحميد فأنا إن قتلت فسوف تفقدني عشيرتي، ولكنك إن قتلت فسوف يفقدك العرب) وهنا تجلت قيمة الشمم والكبرياء المعرفي ورفض عبد الحميد المغادرة ومات قتيلاً.
ترى هل كان يدرك مروان قيمة المثقف والثقافة في حياته أم أنه اعتراف في الدقائق الأخيرة؟
إنها هديتنا أو قل نصيحتنا للسلطان العربي الراهن قبل أن تدركه جحافل التتار الجديدة.