حسين خوجلي يكتب: الشعب السوداني بين دعوة نوح وصبر أيوب وفصاحة عكير وعتاب السماء!

قد قضى نوح – -عليه السلام- – قرابة الألف عام وهو يدعو شعبه للتغيير فلما يئس أطلق دعوته الحارة ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا).
ولما بلغ أيوب – -عليه السلام- – كمالات الصبر دعا في خشوع وانكسار (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
ولما بلغ الشاعر المترجم عكير الدامر أقصى الضيق من (القرف الحزبي) صرخ صرخته المخيفة المدوية:
لكّها ياكريم واقلب نداها سخانه
بقّها نار جبل طير شرار دخانه
صبّح سيفا احمر وتضحك الجبخانه
حكّماها الصقور وشارع الظلط شفخانه

أما شهود راهننا السياسي العاجز اقتصاديا واجتماعيا فقد رفعوا الراية البيضاء، راية العجز والهزيمة وهم يتمتمون بآية عتاب السماء (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).
اللهم أنك تعلم أننا لا نملك عمر نوح ولا صبر أيوب، ولا فصاحة عكير، ولا احتمال عتاب السماء، اللهم أنك ترى أننا نتعلق بأستار بلادنا، العارية بلا كساء، والجائعة بلا غذاء، والمريضة بلا دواء، والخائفة بلا وجاء، اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك، وضعفنا ظاهر بين يديك، فعاملنا بالإحسان إذ الفضل منك وإليك.