حسين خوجلي يكتب: بذلتهم نصحي بمنعرج اللوى** فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ

كل المختصين في علم الجريمة وادواء المجتمعات يلحظون هذه الأيام أن جرائم السرقات في الخرطوم دائما ما تكون مصحوبة بجرائم قتل تطال الضحايا المسلوبين.
وأكبر الظن أن المقصود هو القتل في حد ذاته وأن السرقة مجرد تغطية. (إنه ظن وإن بعض الظن إثمٌ، ولكن ظني ها هنا إثمٌ حلال)
إن الذي يدور مخطط مدروس لاشاعة الخوف ولإفراغ العاصمة من المبدئيين والقوى الحية (انظروا لكثافة اعلانات العقارات بالعاصمة، وصالات المغادرة بالمطار) وما تلطيخ سمعة الشرطة والأمن والقوات المسلحة إلا لتحييدهم وخلق فضاء مضطرب خالٍ من القوةٍ والهيبة، وقديما سبق انقلاب المخابرات الامريكية عام ١٩٥٢ حريق القاهرة الغامض الذي سُجلت اتهاماته ضد مجهول.
واليوم تعيش الخرطوم ليالي ونهارات السكاكين الطويلة تُرى من هو عبد الناصر السودان القادم؟ ومتى موعد النكبة؟
إن الخلاص الوحيد المتاح يكمن في اعلان جبهة وطنية لاستعادة الديمقراطية والحريات تسع كل أهل السودان وتفيض، واعلموا ان الانتخابات المشهودة والبرلمان الشفاف هو وحده القادر على شطب سوءات الفترة الانتقالية التي لن يستفيد منها أحد الا الاحزاب الصفرية من الذين لا يحلمون بمقعدٍ واحد في برلمان الشعب والحريات.