حسين خوجلي يتبرع بكتابة بيان القحاطة قبل الأخير
عبر خبراتنا الثورية المتراكمة لمنازلة الاستعمار الجديد من خلال تحالفاته المشهودة مع الرجعية الاقليمية وقوى الظلام المتمثلة في الطائفية السياسية وتجار الدين ومن المتأسلمين وأصحاب مشروع الدولة الدينية المدعومة من الرأسمالية الطفيلية الداخلية والشركات المتعددة الجنسيات التي تشكل المولود الشرعي لسياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبقية المنظومة التي تمتص عرق الكادحين في العالم الثالث
* عبر هذه الخبرات النضالية تكشف لنا حجم المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا وقواه الثورية فقد تأكد لنا بأن الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بمواقفه البرجوازية المترددة حيال برامج الثورة ماهو إلا صنيعة كيزانية رشحوه بالأمس وزيرًا للمالية في عهد البشير ورفعوه رئيسا للوزراء في ديسمبر وللأسف انطلت الحيلة على الجميع ودفعنا ثمن الاحبوله باهظاً
* وبكل النقاء الثوري ونقد الذات نعترف بأن مجلس الوزراء الانتقالي الحالي لا يملك كاريزما القيادات ولا كفاءت الثوريين لتنفيذ برامج المرحلة وقد ظهر هذا جليًا في التخبط الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي تعيشه بلادنا.
* إن حالة الشظف والجوع والمرض والتردي في خدمات الصحة والتعليم والعجز عن محاربة العطالة والجريمة ما هو الا محصلة نهائية لهذه القيادات المصنوعة التي تحركها قيادات النظام البائد عبر خيوط الأرجوز في مسرح العبث واللامعقول
* إن جماهير الجبهة الديمقراطية الوطنية العريضة تشهد هذه الأيام تصدعات للحاضن السياسي لقوى الثورة المتمثلة في تكوينات المهنيين والحرية والتغيير وما الاستقالات المتلاحقة والبيانات والمواقف المتضاربة إلا دليل عملي عل انهيار هذه القوى الهشة التي ظنت أن مساندة الثورة هي مجرد هتاف واحلام وشعارات
* انما ما نشهده اليوم من سقوط كامل للبنية التحتية للخدمات لبلادنا وانهيار ضمان الحد الأدنى من معيشة الكفاف يؤذن بانتصار وشيك وغير مستحق لتحالف القوة الرجعية والتي تقوده فلول الجبهة الاسلامية القومية بفعالية تحسد عليها اعتمدت في تحقيقه على ضعف البنية الفكرية لتحالف قوى الثورية وعجزها عن دعم الشارع وتحقيق تطلعاته
* إن سلسلة الإضرابات التي افترعها الأطباء وهدد بها اصحاب المخابز، والإضراب الغير معلن لسائقي الحافلات مع ندرة الخبز والوقود وتسارع ارتفاع الاسعار الذي اصبح يتقافز لا بالشهر إنما بالساعة والدقائق. فاذا رتبنا هذا مع الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الذي يقترب من ١٥٠ جنيها ندرك حجم الضائقة والقيد الذي امسك بتلابيب شعبنا الكادح الحزين
* إننا في هذا المنعطف الخطير في تاريخ شعبنا ننصح كل القوى الثورية والديمقراطية أن تتنادى لإطلاق الاعتراف الكبير عن فشل مرحلة الهتاف والشعارات وحكومة حمدوك المختطفة، وندعو لتكوين تحالف وطني عريض لا يستثني احداً ببرنامج حد أدنى وحكومة كفاءات ومجلس عسكري يحافظ على المنظومة الأمنية والعسكرية من الانهيار ويضمن قيام انتخابات متفق على تاريخها مع الاسراع بترميم الواقع الاقتصادي لبلادنا فورًا وترميم علاقاتنا مع الحليف الإقليمي المتمثل في السعودية والأمارات ومصر الشقيقة. هذا الحلف الذي ظل يقف معنا لوحده حين تنكر لنا الغرب الامريكي والأوروبي وعواصمه ومنظماته
وأخيراً: على قوى قحت أن تتواضع لقيادة هذا المشروع الوطني لأن أي مراقب من عامة الناس يشهد نار الغضبة والثورة التي بدأت منذ الأمس تشتعل في شوارع العاصمة والولايات لجماهير فقدت الرغبة في الأمل والتنمية وأصبح كل حلمها قطعة خبز وجرعة دواء وأمان لليلةٍ واحدة ويا له من حلم قزم وأمنيات كِّذاب.
عزيزي القارئ هذا المنشور مساهمة منا لصالح اعلام القحاطة الذي يلفظ عبر البذاءات والترهات والأكاذيب أنفاسه الأخيرة.
حسين خوجلي