حسين خوجلي يكتب: عزيزتي الجمعة تحية واحتراما ( ليس ذئبا واحدا بل أربعة ذئاب يا مجلس التعاون الخليجي)

“الثلاثية المقدسة”

تُرى هل تركت الأزمات والكوارث لنا وقتاً لمعاينة الزمان والمكان واعمال الفكر والعقلانية؟ الرجاء قراءة هذه الآية علها تعيدنا من تيه الحيرة الى عمق الانتباه قال تعالى: وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)
إنها ثلاثية الطبيعة والتدبر والعقلانية المفضية للتوحيد

“العقل هذه الجوهرة”

ومن الأحاديث التي يعتز ويعتبر بها أهل المنطق وعلم الكلام والفلسفة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في العقل. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول ما خلق الله تعالى العقل فقال له: أقبل، فأقبل. ثم أدبر فأدبر. فقال عز من قائل: ( وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعز عليّ منك، بك آخذ وبك أعطي وبك أحاسب وبك أعاقب)

“الطريق إلى الجنة”

ومن أجل احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في بركة العقل وقيمته قوله: ( الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون منها لأهل العقل، وواحدة لسائر الناس)

“دعوة قديمة للتأمل”

ومن الالتفاتات العلمية العقلية للشيخ شهاب الدين بن محمد مع تأخر زمانه قوله : واعلم أن العقل ينقسم إلى قسمين: قسم لا يقبل الزيادة والنقصان، وقسم يقلبها. فأما الأول فهو العقل الغريزي المشترك بين العقلاء، وأما الثاني فهو العقل التجريبي وهو مكتسب وتحصل زيادته بكثرة التجارب والوقائع. وباعتبار هذه الحالة يقال إن الشيخ أكمل عقلاً، وأتم دراية، وإن صاحب التجارب أكثر فهماً وأرجح معرفة.

“قشور ولباب”

ليت هذه المقولة تُغري الحركة السياسية بتأسيس مجلس للشيوخ اعانة لمجلس النواب لمحاصرة الاستبداد والقيم الفردانية قيل: المشايخ أشجار الوقار لا يطيش لهم سهم، ولا يسقط لهم فهم، وعليكم بآراء الشيوخ فإنهم إن عدموا ذكاء الطبع، فقد أفادتهم الايام حيلة وتجربة.
للأسف استفادت أمريكا من حضارتنا واستفدنا نحن من قشورها.

“المصريون ما بين العقل والرحمة”

ولعمرو بن العاص رضي الله عنه فاتح مصر الكثير من الاقوال الحميدة في حق الاشقاء المصريين منها: ( أهل مصر أعقل الناس صغارا، وأرحمهم كبارا)
واذا كان لنا طلب لدى الادارة المصرية في اي مباحثات قادمة فنرجو أن يبعثوا لنا شبابا للاستفادة من عقولهم، وشيوخا للاستفادة من رحمتهم، والعهدة على ابن العاص

“الحياء قبل الحياة”

ومن الوصايا التي نهديها في مطلع العام لبعض الشباب الذي فقد حيائه مما فعله بعض السفهاء الذين قذفوا المارة في رأس السنة بالقاذورات مما استهجنه الناس بالداخل والخارج، واساء لوجه هذا الشعب المهذب النبيل. وهذا لعمري ينبئ بأن زمان الحياء والذوق قد ولى إلى غير رجعة.
والحياء رأس الاخلاق فما هي قيمةُ جيلٍ لا حياء له ولا اخلاق؟ وسئل بعضهم: أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف؟ قال: الحياء، لأن الحياء يدل على العقل، والخوف يدل على الجبن.

“وصيةٌ خالدة”

إني ارشح للعقلاء والاتقياء الذين يرغبون في طهر الدنيا وخلود الجنة حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عويمر ازدد عقلاً تزدد من الله تعالى قربا) قلت: بأبي وأمي ومن لي بالعقل؟ قال: اجتنب محارم الله تعالى، وأدِّ فرائض الله تعالى تكن عاقلا ثم تنقل إلى صالح الاعمال تزدد في الدنيا عقلاً، وتزدد من الله قرباً وعزاً)

“عشرة من عشرة”

ومن الابيات التي اشتهرت للإمام علي لدى العامة والخاصة وجملت الخطب وأحاديث المنابر قوله:

إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ
فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها وَالحِلمُ رابِعَها
وَالجودُ خامِسُها وَالفَصلُ ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها وَالصَبرُ ثامِنُها
وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ باقيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها
إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها
وَلَستُ أَرشُدُ إِلا حينَ أَعصيها

“فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ”

فشلت كل المؤتمرات والرجاءات والدراسات والاجاويد في ابطال العداوة بين الاخوة في مجلس التعاون الخليجي.
ولأن العرب من محبي الحكايات والقصص الدالة على التدبر والاقتداء فإنني اهديهم من المشهور هذه الحكاية المتداولة قيل:

لما مات بعض الخلفاء اختلفت الروم واجتمعت ملوكها فقالوا: الآن يشتغل المسلمون بعضهم ببعض؛ فتمكننا الغِّرة (المباغتة) منهم والوثبة عليهم وعقدوا لذلك المشورات وتراجعوا فيه بالمناظرات، وأجمعوا على أنه فرصة الدهر! وكان قد تغيّب رجل منهم من ذوي العقل والمعرفة والرأي، فقالوا: من الحزم أن نعرض الرأي عليه.. فلما أخبروه بما أجمعوا عليه قال لا أرى ذلك صواباً فسألوه عن علة ذلك فقال: في غدٍ أخبركم إن شاء الله تعالى.. فلما أصبحوا أتوا إليه وقالوا قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه، فقال: سمعا وطاعة! وأمر بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما، ثم حرّض بينهما كل واحد منهما على الآخر.. فتواثبا وتهارشا حتى سالت دماؤهما! فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده وأرسل على الكلبين ذئبا كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه وتألفت قلوبهما ووثبا جميعاً على الذئب فقتلاه!
ومن ثمّ أقبل الرجل على أهل الجمع فقال: مثلكم مع المسلمين مثل هذا الذئب مع الكلاب لا يزال الهرج بين المسلمين ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم وتألفوا على العدو فاستحسنوا قوله واستصوبوا رأيه!

قرأتها على أحد الأصدقاء الظرفاء فضحك حتى استلقى على قفاه وقال معلقا هؤلاء يا صديقي لن يعتبروا ابدا اننا لم نطلق عليهم ذئبا واحدا بل أربعة امريكا واسرائيل وايران والنفط الصخري