حسين خوجلي يكتب: ويكسر الشعب قيد أمدرمان ويجدد ألوان اللوحة ويجّمل المساء بالنشيد!
الإعلام أشواق وإمتهانه عشق وعلاقة إحتمال رهقه وجدله مابين المرسل والمتلقي شراكة، والبوح والإعتراف بألاشواق والاشواك بيت القصيد في هذه الشراكة المقدسة. وقد صدق القائل الحصيف حين أشاع هذا المبدأ شعراً:
لاتخف مافعلت بك الاشواق… اشرح هواك فكلنا عشاق
فلقد يعينك من شكوت له الهوى… في (حمله) فالعاشقون رفاق
ما ان أطلقنا تلك الرسالة الحزينة بإيقاف منظومتنا ومنظومتكم الإعلامية (قناة ام درمان الفضائية- وإذاعة المساء- وصحيفة ألوان) لضيق ذات اليد بالمحاربة السياسية والاقتصادية من أدعياء الديمقراطية والحريات، حتى ملأت الرسالة كل المواقع الاسفيرية للأصدقاء والمختلفين على مبدئية والمخالفين على جهالة.
ملأت تلك الرسالة دنيا الإعلام وشغلت أهل الصحافة والمريدين والحيران والفراجة وأحدثت ضجيجاً من الجدل والحوار المفيد ما خطف لساعات بعض بريق الكورونا، وجزى الله المصائب كل خير فقد عرفتنا على معدن هذا الشعب النبيل الجميل، فهاتفنا عبر الوسائط عشرات الالاف من الرجال والنساء وحضر بعضهم وجعل الكبار بيننا وبينهم رسولا لاترد له شفاعة وقد اجمعوا كلهم على قلق بالغ لغياب هذه المنظومة الاعلامية التي شهدوا بانها مساحة رحبة للحوار والنقاش الرصين بلا رغبة ولارهبة، حوار دفعنا ثمنه إيقافا وتشريدا ومصادرة وإفقارا وإعتقالا. وعبر كل هذا الطريق المضني من الاشواك ابينا أن نبيع رسالتنا لنخاسي السياسة بالداخل والخارج.
لم تكن هذه اللقاءات الكثيفة مجرد عواطف عابرة ومجاملات عجلى، بل كانت في غالبها حلولا عملية أساسها المساندة وأسها الصمود والإستمرارية وهذا مقام يستوجب شكرا خاصا لمؤسسة عربسات للبث الفضائي التي أحزنها توقف أم درمان والتي كانت ترى فيها عمدة القنوات السودانية السبّاقة، التي غطت العالم العربي وأفريقيا وأوروبا، ونالت رضا الجميع.
وبمنتهى الخلق الإعلامي الرفيع، والرسالية المهنية، قامت عربسات بتقديم حلول عملية أمكنتنا عبر إتفاق واقعي ومشهود ان نستمر في أداء رسالتنا لمصلحة المؤسستين والمشاهد العربي في كل أركان الدنيا .
والشكر اجزله لاهل النشر والمطابع والموزعين والعاملين في مجال مدخلات الطباعة الذين قرروا ان يقفوا مع ألوان بكل تاريخها العريق حتى تستوي على سوقها تعجب القراء وتملأ ساحات الحق والخير والجمال وتصبح كما كانت صوتا لمن لا صوت له وتعيد سودان العزة والكرامة والكفاية والعدل إلى منصات التتويج من جديد.
ونجزل الشكر لأصدقاء ألوان الذين تبنوا مشروع الاشتراكات لشهر وثلاثة اشهر وستة أشهر وعام حتى يصل التوزيع اليومي إلى 50 الف نسخة في العاصمة والولايات وهو تحد سوف نقابله بتجويد الرسالة، وسوف ننشر غدا أرقام حسابات الصحيفة لنتلقى طلبات الإشتراك ونحدد امكنة مكتبات التوزيع في العاصمة والولايات.
كما نشكر أصدقاء إذاعة المساء إف إم101 من الرسميين والشعبيين، ورجال الأعمال الذين قرروا إيصال البث لكل العواصم بالولايات، وإحتمال تكاليف اجهزة البث التي تقدم هذه الرسالة الإعلامية الجماهيرية، والشكر أضعاف ذلك للإخوة الإعلاميين والصحفيين والمذيعين والمذيعات وكافة الطيف الابداعي ببلادنا والذين توافدوا إلى مقر القناة والصحيفة والإذاعة وقرروا بالإجماع العمل بلا أجر ولا حافز، حتى لا تتوقف هذه المؤسسات التي قال كبيرهم في حقها (إنها الصخرة الصلبة التي نقشنا عليها بأظافرنا تجربتنا واسمائنا فظلت راسخة وصامدة رغم تقلب الليالي والأعاصير).
وفي غمرة هذه الغيمة السكوب من المؤازرة والمشاعر الكثيفة والجسارة والكبرياء والمناصرة، وجدنا انفسنا فجأة في قلب التحدي الكبير، والأمانة التي ناءت بحملها السماوات والأرض والجبال وأبين ان يحملنها وحملها وإحتملها الإنسان، فهل ياترى يستطيع حاملو الأقلام والمايكروفونات والكاميرات ان يوثقوا الغد المامول، ويسمعوا الصوت القادم وينتصروا للصباح الجديد؟
نامل في ذلك بالرجاء والدعاء والعمل الطيب، متمسكين بجلال الاية الكريمة :
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
حسين خوجلي