حسين خوجلي يكتب: ثيران الثورة

خدعتنا قحط حين أدعت بأنهم خبراء فاكتشفنا أن بعضهم عملاء مقادون بأمر أسيادهم لكل أفق العدمية والفقر واليأس الذي يعيشه شعبنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، لقد أصبح حالنا مثل حال الفلاح الذي كان راضياً بواقعه والقنوع بقطيعه من الأبقار السودانية إلى أن سوق له أحد الوكلاء لشركة أجنبية فكرة باستجلاب مجموعة ثيران أوروبية لتحسين النسل وزيادة لمنتوج القطيع من الألبان.
باع الفلاح المسكين عدداً مقدراً منها بجانب مدخراته وأضطر للاقتراض الربوي لتسديد الفاتورة الباهظة وصلت بعد فترة الثيران المزرعة فارهقته مؤونة العلف والرعاية البيطرية والتكييف وكانت فجيعته كبرى حين أكتشف أن المهمة الوحيدة التي تقوم بها الثيران هي رضاعة القطيع متجاهلة مهمتها الأساسية التي استجلبت من أجلها، فلا كسب لحماً ولا لبناً ولا أبقى ظهراً وكانت النتيجة المحزنة عرض المزرعة في دلالة ملأت الصفحات الداخلية للجرايد والمواقع لصالح تسديد قرض البنك الذي يهدد المزارع المسكين بالسجن المحتوم إذا تأخر في الدفع الناجز.
إنها ذات الدلالة التي تتعرض لها بلادنا في سوق اقتصاديات صناديق روتشيلد الصهيونية ونخاسة السياسة الأمريكية.