حسين خوجلي يكتب: عزيزتي الجمعة تحيةً واحتراما “هظار الكبار”

وفي قلب المعارك السياسية والخصومات يقيض الله سبحانه وتعالى للفرقاء استراحة للتعافي رغم انه يصل مرحلة النزاع، وكل هذا ادخل في باب السلوان.
ومما قرأته في هذا الباب أن معاوية بن أبي سُفيان قال يوما لأهل الشام وكان عنده عقيل بن أبي طالب فأراد أن يمازحه :
هل قرأتم قول الله تعالى :
” تبت يدا أبي لهب وتب ”
فقالوا : قرأنا
فأشار بيده إلى عقيل وقال :
أبو لهب عم هذا الرجل !
فقال عقيل :
هل قرأتم قول الله تعالى :
” وامرأته حمالة الحطب ”
فقالوا : قرأنا
فأشار بيده إلى معاوية وقال :
حمالة الحطب عمة هذا الرجل !

“والأنفس أيضا تحتاج (لفوطة)”

كثيرا ما يكون العيب في قلوبنا وعقولنا حينما نقيم الآخر . فإن أردنا التعافي من نظراتنا الناقدة بلؤم تجاه الآخر فعلينا تنظيف زجاج نفوسنا قبل التحديق والحكم الجائر، فإن لم نستطع أن نفعل ذلك بانفسنا، فليساعدنا الله بمساعدة الآخرين مثل ما فعل زوج صاحبة هذه الحكاية
قيل إن عائلة انتقلت إلى منزل جديد، وبينما هما يتناولان طعام الإفطار في اليوم التالي قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على حديقة جيرانهما : انظر يا عزيزي، إن غسيل جارتنا ليس نظيفا، لا بد أنها تشتري مسحوقا رخيصا.!
ودأبت العجوز على هذا التعليق في كل مرة ترى غسيل الجارة وذات يوم تفاجأت واندهشت عندما رأت الغسيل نظيفا على الحبل، فقالت لزوجها: وأخيرا تعلمت جارتنا أصول الغسيل النظيف
فابتسم الزوج قائلا : لقد نهضت اليوم باكرا، ونظفت زجاج نافذتنا الذي تنظرين من خلاله.!

“مدنياااااو وعسكريااااو”

هنالك نساءٌ يصلحن للفرسان والشهداء وأخريات يصلحن للدنيا والزينة والولد. وأطرف ما في هذه القصة أن العسكرية التي تحدث بها الخاطب والمدنية التي تحدثت بها المخطوبة قادرتان على الافصاح.
تقول الرواية أنه حكى الفضل أبو محمد الطيبي قال: حدثنا بعض اصحابنا أن رجلاً من بني سعد مرت به جارية لأمية بن خالد بن عبد الله بن أسد ذات ظُرف وجمال.
وكان شجاعا فارسا، فلما رآها قال: طوبى لمن كان له امرأة مثلك. ثم أتبعها رسولاً يسألها، ألها زوج ويذكره لها، وكان جميلاً فقالت للرسول: وما حِرفته فأبلغه الرسول ذلك فقال ارجع إليها وقل:

وسائلة ما حرفتي قلت حرفتي
مقارعة الأبطال في كل شارق
إذا عرضت خيلٌ لخيل رأيتني
أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي
أصبِّر نفسي حين لم أر صابرا
على ألم البيض الرقاق البوارق

فلحقها الرسول فأنشدها ما قال. فقالت له: ارجع إليه وقل له: أنت أسد، فاطلب لك لبوة فلست من نسائك وأنشدته تقول:
ألا إنما أبغي جوادا بماله
كريما محياه كثير الصدائق
فتى همه مذ كان خوذٌ خريدةٌ
يُعانقها في الليل فوق النمارق

“مسرح الشارع”

ظرف الحكايات العربية حين يتنزل الأمراء للناس وحين يسخر العامة في حضرة الأمراء وهم لا يعرفونهم انها تجليات النفس البشرية في سجيتها وتلقائيتها.
قيل أن المهدي خرج يتصيد فغار به فرسه حتى وقع في خباء اعرابي، فقال: يا اعرابي هل من قرى؟ فأخرج له قرص من شعير يأكله، ثم أخرج له فضلة من لبن سقاه، ثم أتاه بنبيذ (شربوت معتق) في ركوة فسقاه، فلما شرب قال: أتدري من أنا؟
قال: لا
قال: أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة. قال: بارك الله في موضعك، ثم سقاه مرة أخرى فشرب فقال: يا أعرابي أتدري من أنا؟ فقال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة قال: لا أنا من قواد أمير المؤمنين قال: رحبت بلادك وطال مرادك، ثم سقاه الثالثة فلما فرغ
قال: يا إعرابي أتدري من أنا؟
قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين.
قال: لا ولكنني أمير المؤمنين
قال: فأخذ الاعرابي الركوة فوكأها (اغلقها)
وقال: إليك عني فوالله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله. فضحك المهدي حتى غشي عليه. ثم احاطت به الخيل ونزلت اليه الملوك والاشراف. فطار قلب الاعرابي فقال له: لا بأس عليك ولا خوف، ثم أمر به بكسوة ومال جزيل .

لصوصنا في زمان سقوط الهيبة لا يهربون

سرق اعرابي صرة فيها دراهم ثم دخل المسجد يصلي وكان اسمه موسى فقرأ الامام: وما تلك بيمينك يا موسى؟ فقال الاعرابي: والله إنك لساحر، ثم رمى الصرة وهرب
ولكن عندنا في السودان الأئمة لا يقولون وأهل الشرطة لا يقبضون واللصوص لا يهربون، أما المواتر فحدث ولا حرج

هذه بتلك

ومما أخذه الفصحاء عن علي بن ابي طالب الاجابات المسكتة فاستفاد منها أيضاً فصحاء اركان النقاش والمتحاورون في الدين والحياة ومنها اجابته على اليهودي
فقد سأل يهوديا طاعنا في اختلاف الاصحاب ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم إلا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم؟
فقال علي كرم الله وجهه: ولم أنتم لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم: (يا موسى أجعل لنا إلاها كما لهم آلهة)

القرآن بالقرآن

كان الحجاج قبل أن يلتحق بالأمويين قائدا بجيوشهم، معلما للصبيان وصاحب فقه وأدب ومن نوادره أنه وجد يوما على منبره الآية: ( قل تمتع بكفرك قليلا إنك من اصحاب النار) فكتب تحتها( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)

معارضون لا خصوم

ورغم ارتضاء أهل صفين من شيعة علي رضي الله عنه بمعاوية خليفةً بالميثاق والهدنة إلا أنهم ظلوا أبدا ألسنة حق ودعاة هداية لا يخشون في الحق لومة لائم مع أدبٍ طليق وشرفٍ في الخصومة فقد صعد معاوية المنبر يوما وقال: إن الله تعالى يقول: ( وإن من شي ألا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) فعلام تلوموني إذا قصرت في عطاياكم. فقال له الأحنف: وإنا والله لا نلومك على ما في خزائن الله، ولكن على ما أنزله الله لنا من خزائنه فجعلته في خزائنك وحُلت بيننا وبينه.

جندر

ولا تنقضي سماحة سيدنا معاوية ولا ينقضي صبره على المخالفين فقد لاطف رجل من اليمن قائلاً: ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة،
فقال: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم) ولم يقولوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه

العفة من شروط وزراء الجبهة الوطنية العريضة القادمة

متعلمون نعم مثقفون نعم تكنوقراط نعم، ولكن بعضهم للأسف خرجوا من بيئة فيها جدب اخلاقي وتنكر للقيم والدين، بيوتا من المحل والفقر الروحي فهل وضعنا هذا في الاعتبار ونحن نختار قياداتنا في التشكيل الوزاري القادم اقرؤا معي هذه الابيات لعكير لتدخلوا الثقافة السودانية في معايير الاختيار

ود بيت المَحَل ما تجر معاه مودة
وما تنغشى برزقه الحجر ما انكدَّ
كل يوم العرق لأصله ماخذ مده
(مو) قضاي غروض ود الايدو قاطع المده