حسين خوجلي يكتب: عزيزتي الجمعة تحيةً واحتراما (لو بقي في السودان مجلسٌ آمنٌ للأنس)

فصاحة النساء”

ومن الاجابات التي يحرص عليها دارسو فلسفة التصوف عند النساء اجابة المتعبدة التي سألوها يوما فأجابت من عمق الخاص
أين محل الحب وأين محل الشوق وأين محل الوجد؟
فقالت: الحب في القلب والشوق في الفؤاد والوجد في السر
قيل: الفؤاد غير القلب؟
قالت: نعم إن الفؤاد نور القلب والسر نور الفؤاد. فالقلب يحب والفؤاد يشتاق والسر يجد (من الوجد)
قيل: وماذا يجد؟
قالت: الحق
قيل: وكيف يوجد الحق؟
قالت: وجدان الحق بلا كيف

“حنكتو”

في كثير من الاحيان تظل الاجابة الذكية مساحة للقلوب والصلات ومما يستدل به في هذا الباب
كان شعيب بن حرب يتحدث مع امرأة حول امكان زواجهما فقال لها : أنا سئ الخلق
فأجابته: أسوأ منك خلقاً من أحوجك إلى أن تكون سئ الخلق
فاتفقا على الزواج..
فقال أحد الظرفاء المعاصرين: والصالة..؟

“شرٌ لابد منه”

إن أكثر اللحظات التي يشعر فيها المستبدون والدهماء بالدونية معاً، حين يعرضون انفسهم إلى الخلاء (دورات المياه) ومن الاعترافات الموحية للزاهد بن دينار قوله:
(وددت لو أن رزقي أي طعامي حصاة امصها، فقد ضجرت من كثرة تردادي على الخلاء)

“لكل زمانٍ شفاته”

كان معروف الكرخي قاعداً على دجلة اذ مر به احداث (مراهقون) في زورق يضربون الملاهي ويشربون.
فقال له اصحابه: ما ترى هؤلاء في هذا الماء يعصون؟ ادع الله عليهم
فرفع يده الى السماء وقال: (الهي وسيدي كما فرحتهم في الدنيا اسألك أن تفرحهم في الآخرة)

لقد كان الكرخي قدس الله سره يقول ويفعل من الصالحات ما لا يتوقعه أهل الاعتياد

“من سخريات جارودي”

المفكر الماركسي الفرنسي الكبير روجيه جارودي الذي خرج على الشيوعية وأدان الصهاينة، وقد أسلم الرجا فحسن اسلامه كان يقول ساخراً من تعالي الرفاق (ماهي الطقوس التي يؤديها الماركسي يوميا حتى يقول للناس أنا مواطن صالح أكثر منكم؟)

“الأموال الدامية”

أرسل المستنجد لعبد القادر الكيلاني عشرة اكياس من المال يحملها عشرة خدم فأبى أن يقبلها فلما ألح عليه أخذ كيسا في يمينه وكيسا في شماله وهما خير الاكياس واحسنهما وعصرهما بيده فسالا دما
فقال له الشيخ: (يا أبا المظفر أما تستحي من الله تعالى أن تاخذ دم الناس وتقابلني به؟)

انها حكاية تصلح أن تلصق على واجهات المالية والضرائب وجباية الطرق والجمارك والمحليات

“ضد التحرش”

واستنادا على اعتراف شاعر خليع في موقف جليل، خرج أول أجراء ضد التحرش فقد ورد في مروج الذهب أن خالد القسري والي مكة زمن عبد الملك بن مروان سمع شاعراً ينشد:
يا حبذا الموسم من موقفِ
وحبذا الكعبة من مسجدِ
وحبذا اللائي يزاحمننا
عند استلام الحجر الاسودِ
فقال: أنا أنهن لن يزاحمنك أبدا.. وفرق بين الرجال والنساء في الطواف

“مرافعة دامغة”

ولو عاشت هذه المرأة في زماننا هذا لا ما تركت رزقا للمحامين في القضاء الشرعي

تنازع أبو الأسود الدؤلي وامرأته في إبن لهما فقال هو: (حملته قبل أن تحمليه ووضعته قبل أن تضعيه)
فقالت هي: (حملته خُفا وحملتُه ثقلاً ووضعته شهوة ووضعته كرها، وكان حجري فِناءه وبطني وعاءه وثديي سقاءه)
فتنازل لها عنه..

“أركان نقاش لا شافعي لها”

قال الامام الشافعي: (ما ناظرت أحدا فاحببت أن يخطئ، ومافي قلبي من علم إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب اليّ)
وقال: (ما كلمت أحدا قط الا احببت أن يوفق ويسدد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ)

إن أغلب أركان النقاش في جامعاتنا تشيع للأسف الكراهية والجهالة لأنها لم تتأدب بأدب الشافعي

“وظيفة قبل الولادة”

من أراد لطفله أن ينال وظيفة في العلاقات العامة والمراسم بالقصر الجمهوري فليقرأ هذه الحكاية:

كان موكب السلطان يمر على باب منزل الفقيه أبو الحسن بن شداد يوم الجمعة. فكانت زوجته تطل من موضع في البيت لتنظر إلى الموكب. وكان زوجها الفقيه ينهاها عن ذلك.
فجاء مرة فراها في موضعها وموكب السلطان يمر، وكانت يومها حاملاً فأنكر عليها وقال لها: إن ولدك الذي في بطنك سيكون من خدم السلطان. وكان كما قال. جاءت بولد فدخل في خدمة الدولة

“اصلو الجمال أَدُّو الخُدُر”

من لطائف ما كنا نحفظ عن اعتداد الفصاحة والجمال الافريقي والسمو على عثرات المتعنصرين قول هذه المرأة التي ذهبت كلماتها مجرى الحكمة والاقتداء

قال محمد بن وهيب الشاعر: (جلست بالبصرة إلى عطار، فاذا اعرابية بائنة السمرة جاءت فاشترت من العطار خلوقا (عطر العروس)
فقلت له: (تراها اشترته لابنتها وما ابنتها الا خنفساء)
فالتفتت إليه متضاحكه ثم قالت: لا والله لكن مهاة جيداء، إن قامت فقناة وإن قعدت فحصاة وإن مشت فقطاة.
اسفلها كثيب واعلاها قضيب، لا كفتياتكم اللواتي تسمنوهن بالفتوت ( خليط الخبز والسمن والحلبة تأكله النسوة العجاف لاكتساب السمنة الزائفة)