حسين خوجلي يكتب: عزيزتي الجمعة تحيةً واحتراما مصلحٌ وثائر

ومنذ قديم الزمان كانت السياسة تدخل في بيوت الناس كالسعال فتحدث الشقاق والطلاق ورغم مافي اجتهاد الامام حسن البصري والامام عمرو بن عبيد من اختلاف، لا خلاف فإن الحكاية تدل على السعة في الفكر والشجاعة في التقاضي والفتوى. تقول الحادثة (إن رجلاً أتى الحسن البصري وقال:
إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار فما تقول؟اقيم مع امرأتي أم اعتزلها؟
فأجابه الحسن: والله لا أدري ما أقولُ لك. لقد كان الحجاج ظالماً فاسقاً، ولكن رحمة الله وسعت كل شئ.
فتوجه الرجل الى عمرو بن عبيد (شيخ المعتزلة) ليعرض عليه محنته. فأتاه عمرو قائلا:
اقمْ مع زوجتك فإن الله تعالى اذا غفر للحجاج لم يضرك الزنا

وللأوتار أعمار

من معايير العلماء والفقهاء في فن الغناء أنهم اوقفوه على سن الصبا والعنفوان وعندما حب الكهول ملاحقته قصوا منابت الشعر بالازالة، ولكن تبقى وصية الامام الرازي قدس الله سره هي الأصل حين أشار بمقولته الأشهر وسط المغنين : ( كل غناء يخرج من بين شارب ولحية لا يستعذب) واقلع عن الغناء وانصرف لدراسة العلم

دنيا

ومن الكلمات الخالدات للامام علي في نهج البلاغة في تقييم الدنيا في الثراء والصحة والصيت قوله:
(اذا اقبلت الدنيا على أحد اعارته محاسن غيره، واذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه)

القائمة المعقمة

لم أقرأ ميثاق شرف للأطباء أطهر من الذي وثقه علي بن رضوان الطبيب حيث قال ناصحاً أهل المهنة على مر العصور إن من مواصفات الطبيب أن يكون:
1. تام الخلق صحيح الأعضاء ذكيا
2. حسن الملبس طيب الرائحة نظيفا
3. كتوما لأسرار المرضى لا يبوح بشي من امراضهم
4. رغبته في ابراء المرضى أكثر من رغبته في الاجور، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء
5. حريصا على التعليم والمبالغة في منافع الناس
6. أن يكون عفيفا
7. أن لا يصف دواء قاتلا ولا يعلمه ولا دواء يسقط الأجنة
8. أن يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه

ما قل ودل

من الشعارات العامرة في امجاد الفكر والزهد مقولة الامام أبو حنيفة التي يقارن فيها حال العلماء وحال السلاطين حيث يقول في اختصار مفيد عُرف به الرجل:
(أين الملوك من لذة ما نحن فيه؟ لو فطنوا له لقاتلونا عليه)

وداوني بالتي كانت هي الداء

ومن لطائف أهل ايران ما رواه ابن أبي اصيبعة (كان في ايران جماعة ينكرون صناعة الطب ويقولون إن الطبيب هو الله. وكان لهم زعيم يقلدونه، ألف لهم كتابا يبرهن فيه على بطلان الطب.
وحدث أن اشتكى هذا الزعيم وجعا في رأسه فأرسل الى الطبيب ابن الخمار يسأله العلاج فقال الطبيب: ينبغي أن يضع تحت رأسه كتابه الذي نفى فيه فعل الطب ليشفيه الله. وامتنع عن الذهاب اليه!)

ضد العنصرية

من هدايا الفكر التي تصلح للسودانيين وتحارب ادعاءات النسب الفارغة والقبلية القاتلة أن بعض الحكماء سئل عن علم النسب فقال:
(هو علم لا تنفع معرفته ولا يضر جهله)

علماء وأدباء

من النصائح المتداولة في كليات الاعلام والفقه والأدب قول بعضهم: (اذا اردت أن تكون عالما فاقصد فنا واحدا واذا اردت أن تكون أديبا فخذ طرفا من كل فن)

البطن بطرانه

من رقائق المصطفى صلى الله عليه وسلم في محاربة وساوس النفس ومطاردة الشك في النسب: ( أن صحابيا رزق بمولود أسود فتوجس لذلك فشكى الى النبي فقال له: هل لك من ابل؟
قال: نعم
قال فما الوانها؟
قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك
قال: فأنى ذاك؟
قال: عرق نزق
قال النبي: وهذا عرق نزق
قال: فسألت عجائز من بني عجل (عشيرة الزوجة) أنه كان للمرأة جدة سوداء

كبرياء العلم

إن نيل الحرية ليس غاية قصوى فإنما الغاية القصوى هي تحصين الحرية بالافعال والاقوال المنتجة تلك التي تمنح الناس الشرف والكبرياء والرفعة. ومما كنا نعجب به ونستدل به قصة الفقيه سالم بن أبي الجعد الذي اعترف في سيرته قائلاً ويا له من اعتراف:
(اشتراني مولاي بثلاثمائة درهم واعتقني. فقلت لنفسي بأي شي أحترف؟ فاحترفت بالعلم. فما أتت لي سنة حتى اتاني امير المدينة زائرا فم آذن له)
حاشية وقد صدق القائل:
العلم يرفع بيتا لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف