حسين خوجلي يكتب؛ الراهن السياسي بين الاعاقة والشلاقة!!

حمل بابكر الكتيحابي قفة ملاحه متجها صوب داره في أقصى البلدة، وفي طريقه وجد مجموعة من الرجال قد تحلقوا حول بئر البلدة وهم يتداولون ويتشاكسون فيما بينهم حول عمق البئر هل هو سباعي أم ثماني؟

وضع الكتيحابي القفة زاد أولاده على الأرض ودخل بينهم متسائلا عن سر الخلاف، فاخبروه بأنهم مختلفون حول عمق البئر هل هو سبعة أم ثمانية؟
فقال: سوف أقطع لكم الشك باليقين طالبا منهم بإلحاح أن يربطوه ليتدلى إلى قعرها ليأتيهم بالخبر والعدد الاكيد.
وبالفعل قاموا بربطه نزولاً على إختياره، وقبل وصوله إلى القاع لسوء حظه إنفلت الحبل ودق عنقه فمات.

تجمع أهله حول الجثة بعد أن افادهم المتشاكسون الحيارى بسبب الوفاة وتمت مراسم الدفن وبدأ العزاء بكل تفاصيله السودانية وأسئلته التي لا تنقطع حول طبيعة الوفاة وسبب الانزال في البئر؟ وهل هي جريمة أم قضاء وقدر؟ وما علاقة المرحوم بالبئر؟ وماهي تفاصيل النقاش الذي أنزله إلى البئر؟ وما هي طبيعة المجموعة التي كانت حول البئر؟
وتتناسل الأسئلة يقبض بعضها رقاب بعض، وأهل المتوفى من غير الفجيعة منشغلون بمئات الاجابات عن مئات الأسئلة الحميدة والخبيثة حتى أرهقهم الحكي وهدتهم الاجابات فاتفقوا بعد الصلاة الوسطى على كلمة واحدة ارتضوها وتوافقوا عليها لتقطع عنهم عناء الأسئلة التي تنهال عليهم ليل نهار.
فما أن يؤدي المعزون الجدد الفاتحة ويبدأون الأسئلة التعسفية بالاستفسار المفتاحي ياجماعة الخير شنو سبب الوفاة؟ هنا عليهم أن يجيبوا بصوت واحد إنها ( الشلاقة)

ولأن بين الحكاية الشعبية والسياسة السودانية نسب فقد كان السودانيون المدنيون منهم والعسكريون قد تحلقوا يوماً حول بئر الأزمة حين ادلهم الخطب وعز الناصح والنصير إلى أن أطل الناشط (بابكر الكتيحابي القحاطي) وبقية القصة معروفة حيث دق عنقه وكادت البلاد أن تلحقه، واصبحت العبارة بيت القصيد (إنها الشلاقة) والمعنى واضح أو كما يقول الزميل الساخر دكتور البوني ( أنا مابفسر وإنت ما تقصر)

وخــزة

من أصدق ما سمعت حول الانهيار الاقتصادي مقولة أحد ظرفاء ميدان الأسكلا بسوق أم درمان إذ قال للحرافيش الذين إجتمعوا حوله:
(إنني ومنذ أن رأيت تلك النملة تحمل في فمها (لستك النقود) وهي مهرولة ظانة المسكينة بأنها خيط شعيرية علمت أن الدنيا قد (كتمت))..!!