مركز أبحاث المايستوما يسيّر كبرى قوافله إلى سنجة

بقلم: محمود خالد – إعلام مركز أبحاث المايستوما

– قافلة قرية بانت اللحويين الصحية في فبراير 2022م مهدت الطريق لقافلة كبرى لمكافحة مرض المايستوما بولاية سنار، ووطأت الأكناف لكبار الجراحين والباحثين ووزير الصحة بالولاية ومدير الوزارة وحكومة الولاية وليتم التنظيم عظيما يليق بهذه الحكومة الولائية المثال وباحفاد ملوك سنار وبعظمة مدينة سنجة وأعلامها ورجالها وبود أونسه والرجل الأمة عبد العزيز.

في يوم 23 مارس 2022م تحرك وفد مركز أبحاث المايستوما من الخرطوم وأفراده ال 26 يقودهم أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة الخرطوم ومدير مركز المايستوما البروفيسور أحمد حسن فحل والدكتور مصطفى النور أخصائي الأشعة والموجات الصوتية والجراحين وأخصائي الأشعة والموجات الصوتية وفني التخدير والأطباء وأميز الكوادر الطبية والباحثين والإداريين، واثقين من الترحاب والتعاون والمساهمة من المواطنين والحكومة والجمعيات والمنظمات، ولكنهم ما أن وصلوا إلى مداخل المدينة إلا وشهدوا استقبالا وترحابا لم يروا مثله في قوافلهم السابقة والتي كانوا يحسبون أنهم لن يجدوا أكرم وأنبل من السابقين، ولكن لماذا اختلف المشهد في سنجة.

الاحتفاء كان عظيما بعظمة أهل سنار

ماجدّ حضارة سنار وملكها وسبقها وريادتها وعلمها ومكانتها في العالم الإسلامي فسر كرم ونبل أحفادها اليوم. علو مكانة سنار الذي لوى عنان النوق والموكب الكبير لمحمل الكسوة الشريفة للكعبة من مملكة دارفور لقرابة أربعة قرون إذ ما يلبث بأم درمان يوما أو يومين إلا ويتجه عكس قبلته حتى يصل سنار عاصمة الدولة الإسلامية ويلتقي وفد الحجيج المصاحب المحمل الشريف بعلماء سنار ويجلس بينهم في حلقات ومجالس علمها ومسجدها، وفقيه المحمل يلتحم مع علماء سنار، فينهل الحاج من فقه الحج والعلوم ومنبر الفتاوى في شتى ضروب الحياة والفقه.

كتب التاريخ الحديث لأهل سنجة وعمدتها الحويرص وبسطها للتعليم، ولم تشهد بنات السودان مثل ما وجدت بنات سنجة في الحظ من القراءة والكتابة حيث كن يطالعن الصحف السيارة شقيقات لجيل الوطنيين جيل الاستقلال الزاهي حضورا وثقافة ورقيا ومواكبة.

حكومة ولاية سنار وأهالي الولاية قدموا كل التسهيلات والتحضيرات لإنجاح مهام القافلة الصحية فجاء الحصاد طيبا كبيرا إذ تمكن الوفد بمخيم عمليات المايستوما من إجراء 59 عملية جراحية وتمت مقابلة 124 مريضاً وأجريت ل 94 حالة الأشعة والموجات الصوتية وتم تحويل بعض الحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة إلى سوبا.

 

القوافل السابقة ودورها في التوعية

أما فيما يتعلق بجوانب التثقيف الصحي وبرامج التوعية والتدريب فقد اكتملت حزمها بصدق التعاون وأطره العلمية والتخطيطية وساعدتها البنيات التي ضربتها القوافل السبعة الضخمة التي نفذها مركز أبحاث المايستوما في العقد الماضي، وأهم دليل وملمح على نجاحها وجود حالات إصابة في مراحل مبكرة من المرض وانحسار السوالب سواء في طرق العلاج التقليدية أو الحد من تأثيرات المفاهيم المجتمعية والبيئة واصحاحها وأبعاد الزرائب عن السكن وتخطيط القرى والمدن، خاصة في مناطق النشاط الزراعي والرعوي والذي يمثل أعلى نسبة من الأنشطة الاقتصادية بتلك البقاع.

رقي هذه الحكومة السنارية أسهم في رفع درجة الوعي وجعل الصحة هي الهم الأول وبسط طرق الوقاية من المايستوما ليستمر السعي حثيثا للقضاء على هذا المرض المداري المهمل الذي كان يفتك بالناس ويقطع أطرافهم ويشوه أجسادهم ويعطل كافلي الأسر حتى بعد أن يتمكن بعضهم ويركب أطرافا صناعية.

جهود الأماجد من أبناء السودان والعالم

اصطفت المواكب وتضافرت الجهود في هذه الملحمة من عدد مقدر من المؤسسات والأفراد. منها مثلا لا الحصر وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية سنار، منظمة قطر الخيرية، جامعة سنار، أمانة حكومة سنار وجميع وزارتها، محلية سنجة، منظمة الهلال الأحمر بسنار، مستشفى سنجة، مستشفى سنار، صندوق الإمدادات الطبية بسنار، منظمة رعاية الطفولة، التأمين الصحي بسنار،وأهل الولاية عامة وأهل قرية بانت اللحويين خاصة.

تفاني أطباء مستشفى سنار ومستشفى سنجة وجامعة سنار

وقف الجراحون والأطباء بسنجة وسنار يعاضدون وفد مركز المايستوما وهم يحملون هموم صحة تلك الولاية وأهلها، وقفوا بكل عزم وعلم وتجربة لينجح بفضلهم الوفد في إجراء هذا الكم الهائل من العمليات الجراحية فعملوا بمباضعهم وأناملهم يستأصلون مواقع الألم والمرض يجلون فطر المايستوما وينظفون الباكتيريا من الأطراف والحوايا في اقتدار وصبر ومهارة.

نعم كان الأثر المعنوي كبيرا وحافزا وشاكرا لمجهودات الأطباء والعاملين من مركز المايستوما وشركائه من قطر الخيرية والمؤسسات والخيرين، وتبدى ذلك في رفع الأكف بالشكر والدعاء من الأهالي وهم يتلقون في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الإنسانية والوبائيات، علاجا وتشخيصا وجراحة مجانية تعقبها عناية ورعاية وحنو لا يبتغون إلا رضاء الله وسرور الأهل ورفع راية العمل والعطاء.