طه الشريف : صباح الليل : أصل الخيل
عن أصل الخيل سأبدأ بما بدأ به صاحب كتاب الخيل في خطوات عملية الاستاد المصري فايز عبد الفضيل قاسم الدي قال :
الخيل تلك المخلوقات العجيبة السلسة الوديعة الطاغية الجبارة دلك السر الغامض الدي لم يعرف له الباحثون (على وجه اليقين ) بداية خلق أو موطن نشأة أين كان بدء خلقها وكيف كان شكلها وحجمها وكيف انتشرت في سائر القارات تلك كلها أمور اختلفت فيها الأقوال وتضاربت فيها الاراء وادعت كثير من الشعوب انها أسبق من غبرها الى امتلاك الجياد واقتنائها وكثرت الاقاويل . وحسب اختلافات المؤرخين فقد دكر أنها وجدت مند ملايين السنين ردها بعضهم الى عشرة ملايين سنة وقال بعضهم أنها ترجع إلى ثلاثة مليون سنة وقيل أنها كانت في حجم صغير يكاد يكون في حجم الثعلب وكانت لها مخالب وليست أظافر ولكن هدا زعم لا يستند إلى دليل علمي أو تاريخي . وعلى أية حال نحن هنا يهمنا الحديث عن الحصان العربي الدي هو سيد الخيل وأجودها وأقواها وأجملها وكل شعوب الأرض تقر بجودته وأصالته وتتسابق للحصول على سلالته وتهجين خيولها من النسل العربي وقد نجحت كل الشعوب تقريبا في دلك والان أجود الخيول في الدنيا هي من أصل الجواد العربي الدي تواردت الأخبار عنه : بأن الله تعالى خلقه من الريح وأنه خلقه عربيا ابتداءا ولم يهاجر من بلاد أخرى كما ادعى البعض وقد ورد في حديث عن الامام علي رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب أني خالق منك خلقا سأجعله عزا لأوليائي ومدلة لأعدائي وقبض قبضة من الريح فخلق فرسا وقال له لقد سميتك فرسا وخلقتك عربيا وجعلت الخير معقود بناصيتك وآثرتك على الدواب كلها وجعلتك سيدها وعطفت عليك صاحبك وجعلتك كطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب ولما أرسل الله الفرس إلى الأرض صهلت فقال تعالى بوركت من دابة أزل الله بصهيلك المشركين وأرعب به قلوبهم
وقال الكلبي في كتابه (أنساب الخيل في الجاهلية والأسلام) أن أول ما انتشر في العرب من الجياد العربية كان من خيل سيدنا سليمان حيث أن قوما قدموا إليه بعد زواجه من بلقيس يسألونه في أمر دينهم ولما هموا بالانصراف قالوا : يانبي الله بلدنا بعيد فأمر لنا بزاد يبلغنا الى بلادنا فأمر لهم بفرس من خيله كان قد ورثها من أبيه داوود وقال لهم هدا هو زادكم فإدا نزلتم فاحملوا عليه رجلا واعطوه رمحا وسيأتيكم بصيدكم قبل أن توقدوا ناركم . فكان القوم لا ينزلون منزلا إلا حملوا على فرسهم رجلا وأعطوه رمحا فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الغزلان يكفيهم ويشبعهم فقالوا ما لفرسنا هدا من اسم إلا (زاد الراكب) وكان زاد الراكب هو أول فرس انتشر في الجزيرة العربية فنتج عنه (الهجيس) لبتي تغلب و (الديناري) لبكر بن وائل وتناسلت سلالات زاد الراكب بين العرب جميعا حتى جاء منه الفرس المسمى (الأعوج) وهو الجد الأكبر لمعظم الجياد العربية . وسمي بدلك الاسم لان أمه ولدته بعيدا عن مضارب خيام القبيلة وعند الرجوع شعر المهر المولود بالتعب فحملوه حتى وصلوا به الى الديار فاعوج ظهره فسمي بالأعوج .
خصان عربي أصيل