صباح الليل : طه الشريف : هل رأيتم الزمن الجميل

لقد تغبر الناس في مفاهيمهم وطباعهم وبالتالي تغير سلوكهم وفهمهم وتعاطيهم مع الكون والحياة وليس المتغير هو الزمن فالزمان هو الزمان وليس هناك كما يزعمون ما يسمى بـ(الزمن الجميل) فالجمال والقبح هو حالة ذهنية وسلوكية يصنعها الانسان فإن بناها بخير طاب مسكنها وان بناها بشر خاب بانيها فالانسان الذي وصفه خالقه جل وعلا بأنه ضعيف وظلوم وجهول وكفور وكفار وقتور وقتار وهلوع وجزوع وأنه كما وصفته الملائكة مسبقا وامام رب العالمين انه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء . لكل هذا وذاك أصبح الكون غريبا عن الإنسان وفعله والأرض تئن من وطئته كيف لا وهو الذي عصا من خلقه وسواه في أحسن تقويم وبعدها اضطره ليرده لأسفل سافلين . هكذا تشوهت ملامح الدنيا وضاقت الآرض بما رحبت فأين تذهبون . نزعت البركة عن كل شئ وساد الكساد والفساد والجهل والعمى وفشلت كل الأعمال الخيرة والجيدة والنيرة إن في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو السياسة وتزين اللهو والباطل والضلال وتربع على الواقع في أكمل زيه وأبهى حلله وتبعه الناس دون بذل جهد وعناء حتى ابليس انتهت مهمته لأن الدور المنوط به في إغواء الإنسان وتضليله عن الحق وتزيين الحرام أصبح متوفرا بدرجة الإغراق . وفي ظل هذا المشهد المروع أصبح على الإنسان الذي ينشد النجاح في أعمال القلب والجوارح ونشاطات الدين والدنيا يحتاج لصبر جميل وتحمل للأذى وذكاء خارق وبديهة حاضرة وإيمان عميق وحتى في اختيار معاونيه والذين يستعين بهم في أي منشط يحتاج لكل هذه المقومات سالفة الذكر . لذلك كثرت شكوى صاحب العمل من عماله والمدير من موظفيه والرئيس من مرؤسيه والقائد من جنوده والراعي من رعيته ولم يعد بين الناس من رجل رشيد فالدعاة على علاتهم وندرتهم يؤذنون في مالطا والناصحون يشرون بثمن بخس والإغراء بالفساد العقدي والفكري صار أقوى من طاقة الإنسان إياه . وقد بدأ الانحطاط من مستصغر الشرر باعتاد الكذب ثم استباحة المحرمات ثم اتباع المجون وللهو وتولية الأمر لغير أهله حتى انتهى الحال لمثل ما صارت عليه الأمم السابقة من تكذيب الرسول والإساءة للدين ووصفه بالإرهاب والتخلف وغيرها من الألفاظ والعبارات المعششة في خيال الإنسان المتحضر وأعانه على ذلك قوم أخرون وهم يضحكون ببطونهم لأن برنامج أخوهم الشيطان ماشي على أحسن حال وأتم وجه لابسا لطبقة الأوزون ومنبعث حراريا ومتغير مناخيا حتى يواكب العصر حتى مخرج الزيت . ثم عفارم علي ناس حنا وديفت وبنجامين

ورد في النكات التقليدية بين الشايقية والجعليين (وهم أبناء عمومة) أن اثنين منهم اختصما في سمكة قبضتها شباكهم المتشابكة واحتكموا على أن يجلد كل واحد صاحبه مئة جلدة فإن صبر ولم ترمش له عين أخذ السمكة وافق الشايقي على أن يبدأ هو بجلد الجعلي فاحتمل الجعلي البطان وهو معتاد عليه ولما جاء الدور على الشايقي قال له الجعلي هيا استعد للجلد فقال الشايقي انجلد في شنو في السمكة العفينة دي ماني دايرا شيلها . (برد بطنه في الجعلي) ونحن معشر المسلمين نقول لناس الزمن دا مش دنيتكم العفينة دي مانا دايرنها خذوها فدنياواتنا كثر ونحن موعودن من ربنا بحياة أخرى هي الحيوان والآخرة خير وأبقي ومن آثر معكم الحياة الدنيا مبروك عليكم وستعلمون غدا أي منقلب ستنقلبون .