صباح الليل – طه الشريف – الحقوا باقي الوطن
الوطن الذي يتساقط من أطرافه يحتاج لحكومة متماسكة حد العمالقة ويحتاج لإجماع وطني وجبهة داخلية قوية لا تتناوشها أقل عوامل الفساد والإفساد ولا عوامل التعرية الفكرية والأخلاقية واليوم نحن نتداعى بكل اتجاهاتنا الجغرافية والسياسية والأخلاقية .. حكومة على مهب الريح في المركز والولايات وحكام لا يجمعهم إلا الخلاف على كل ما يجوز ولا يجوز فيه الخلاف .. صراع حتى على المسلمات والأولويات والأساسيات . قد صارفي بلادنا الحابل بالنابل مختلط بدرجة الموز بالبن .. والغلابة لا يطالون لا الموز ولا اللبن في بلد أتهمت قديما بأنها بلد زراعي وحيواني لدرجة تعبئة موائد العالم وبطون الجياع في كل واد .. الوضع أخطر من الخشية على المصالح أو النفوس غير الكبيرة أو البطون والجيوب .. الأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم والخطر ضارب بأطنابه جميع الآفاق والمدى المتاح للرؤية بل وحتى المدى البعيد . والأمل في الله فقط ولكن الطريق إلى الله يحتاج لمعرفة ودراية ونية صادقة وتجرد ونكران ذات وكل ذلك صار في مهب الريح .. إذن ما هو السبيل إلي النجاة ودونها قنن الجبال وبينهم حتوف .. المعارضة التي كانت ملجأ الضعفاء والمستضعفين صارت في مهب الريح والرياح والراحة .. ترهلت وتقسمت وتبهدلت وأصبحت ليس فيها من رجل رشيد يستغاث به .. والجيش الذي ربما كان يستخدم كصمام أمان من تجربة المشير سوار الدهب في ابريل 85 والبرهان الآن اصبج الناس حوله في انقسام عتيد وعناد شديد فمصطلح وفقه الإنقلابات العسكرية ما عاد يجد القبول لا من الداخل ولا من المجتمع الدولي الذي الآن يقف لمجتمعاتنا المسكينة بالمرصاد .. وتجارب الجيش مازالت في دول الربيع العربي بين سندان القبول ومطرقة الهجوم .. لا يريده الشعب ولا يحمل سواه … إذن كيف الخلاص .. الآن ليس الشعب فقط من يريد تغيير النظام من عسكري الى مدني بل حتى الجيش نفسه وقادته يريدون تغيير النظام الى مدني ولكنهم عاجزون وليس أمامهم خيارات مريحة ولا فسيحة ولا صحيحة من البدائل المأمونة على البلاد .. فالوضع الأن بكل صدق مخيب للآمال وينذر بشر مستطير وأمر خطير لا سيما في لحظات حرجة كنا نتمنى فيها هبة مضرية من البرهان وحكومته و مؤسساته السياسية والعسكرية لإيقاف نزيف اليأس الضارب في الناس وبوادر الحرب القادمة من الشرق والغرب … لا نريد أن نضع الجاز على الفتيل ولكن نتمنى أن يتحلى الجميع بضبط النفس والصدق والاحترام المتبادل وأن يعرف كل طرف حدود وعظم وأهمية مسئوليته لننقذ البلاد و ليس الأفراد كثيرا ما تنعقد اجتماعات وتنفض وتتكون فعاليات وتنفض كلها تتذرع بترتيب الخلاص من الأزمة وفك الاشتباكات التي تشكلت وتلونت من حيث جهويتها وعرقيتها وأيدولوجيتها وحزبيتها .. والاشتباك هذا يحتاج لحصافة أكثر من ذي قبل ولعقول أكثر مهارة ولنفوس أكثر طهارة و فوق كل ذلك لنوايا صحابية وأعمال ليست إرهابية ولكنها أيضا ليست غبية .. تقتدي بالسيرة النبوية وتهتدي بمعلم البشرية .. تحكم باليد القوية وتقرب البطانة العالمة ببواطن الأمور والدارية بكيفية اتقاء الشرور القادمة من كل صوب وحدب ومن كل اتجاه وأفق .. مازال وطننا تحت وطأة المؤامرة الدولية والخساسة اليهودية وهذه ظروف لا تحتمل التسويف أو التأخير والمماطلة … من يا ترى يفهمني … أفيدونا افادكم الله .