مخـتارات أدبيـة _ أيمـن عـبدالله علي

عمر أبو ريشة (10 أبريل 1910 – 14 يوليو 1990) شاعر سوري ولد في منبج في محافظة حلب سوريا، نشأ في بيت يقول أكثر أفراده الشعر، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدينة حلب، وأتم دراسته الثانوية في الكلية السورية البروتستانتية (وهي ما أصبحت تعرف لاحقا بالجامعة الأمريكية) في بيروت، ثم أرسله والده إلى إنجلترا عام 1930م، ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر.

يعتبر عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي وهو الإنسان الشاعر الأديب الدبلوماسي الذي حمل في عقله وقلبه الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي وعبر في اعماله وشعره بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.

كتب عمر أبو ريشة قصيدة بعنوان “في طائرة” تقول:

وثبتْ تَستقربُ النجم مجالا
وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيالا

وحِيالي غادةٌ تلعب في
شعرها المائجِ غُنجًا ودلالا

طلعةٌ ريّا وشيءٌ باهرٌ
أجمالٌ ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا

فتبسمتُ لها فابتسمتْ
وأجالتْ فيَّ ألحاظًا كُسالى

وتجاذبنا الأحاديث فما
انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا

كلُّ حرفٍ زلّ عن مَرْشَفِها
نثر الطِّيبَ يميناً وشمالا

قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ ومِن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا ؟

فَرَنت شامخةً أحسبها
فوق أنساب البرايا تتعالى

وأجابتْ : أنا من أندلسٍ
جنةِ الدنيا سهولاً وجبالا

وجدودي ، ألمح الدهرُ على
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا

بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ
بالمروءات رِياحاً ورمالا

حملوا الشرقَ سناءً وسنى
وتخطوا ملعب الغرب نِضالا

فنما المجدُ على آثارهم
وتحدى ، بعد ما زالوا الزوالا

هؤلاء الصِّيد قومي فانتسبْ
إن تجد أكرمَ من قومي رجالا

أطرق الطرفُ ، وغامتْ أعيني
برؤاها ، وتجاهلتُ السؤالا

✒ عمر ابو ريشه