قَـمَـرِيـات ✒️وفـاء قـمـر بـوبا تكـتب : رئيسـاً للبـلاد ولكـن….

فـهمت أن المتـظاهرين لا يعتـرضون عـلى حـمدوك ولا عـلى العـسكـر وإنـما عـلى الإتفـاق الـذي تـم بينـهما..!!، حـين قـال لي أحـد متـظاهري المـواكب ذات مـرة أن “العـسكـر لا زال بـهم الشـرفاء وأمـا حـمدوك فقـد تنـصب رئيـساً بخـيارنا نحـن، ثم خـتم حـديثهُ بالمـثل “البتـسوي بـي إيـدك يغـلب أجـاويدك ” ..!! فتـسائلت حـينها سـؤالاً ليـس للإجـابة: إذاً هـل هـذه التـظاهـرات تـؤيـد الإخـتلاف وتشجـع الخـلافات وعـدم الإتـفاق بيـن أطـراف تمـثل خـيارات إختيـارية أتـت بـرغبـة الثـورة؟!،،،

الشـعب لا يـزال يتظـاهر!!!، والشعـب هـو ذاتـه لا يـزال يتسـائل عـن مـوعـد الانتـخابات!!! فتـأتي الإجـابة الصـادمـة مـن ذات الشعـب: (لـمن نـزهـج مـن المـظاهرات ونكـمل كـفر عـربات البـلد، ونسبّـب تلـوث بيـئي عشان العـالم الـدولي يسـمع زهجـنا.. )..!

ثـم أنبـاء تـأتي إليـنا متـواردة عـن إستـعدادات وطـوارئ وإجـراءات لانتخـابات عـاجلة فـي السـودان يتـرأسـها العسكـر (المـستنير) ..!! وفـي ذات اللحـظة أقـرأ للكـاتب المصـري “أنيـس منصـور” عبـارة وكـأنـها تتحـدث عـن واقعـنا في سـودان اليـوم اتفـقت فيـها معـهُ حـين قـال:
(مـن حـق أي إنسـان أن يـرشـح نفسـهُ رئيـساً للبـلاد هـذا نـص فـي الـدستـور المـصري مـا دام قـد استـوفى الشـروط، يستـوي فـي ذلك الطبـيب والمهنـدس والممثـل ولاعـب كـرة القـدم، وتـكون مغـامرة غـير محـسوبـة إذا لـم يكـن لهُ رصيـد شعـبي ودرايـة بعـلم وفـن إدارة الشعـوب)، وتسـائلت مـرة أخرى فـي نفـسي عـن كيـف نستطيـع إدارة شعـب متعـدد، متنـوع، متفـرد، متمـيز، وفي ذات الـوقـت متنـاقـض عنـيد منتـفض ثـائر هـائـج أفسـدت الثـورة بعـضاً مـن عقـله وقيمـه وأخـلاقـه فـأصبـح لا يعـلم “مـاذا يـريد؟!” ..
بـاتت المـواكـب التـظاهرية مـشتتة حـائرة بيـن هـتاف ضـد العـسكـر الـذي يُـهيء لانتخـابات ديمـقراطية تمـهد لحـكم مـدني متحـضر ، وبيـن منـددة صـارخة مـن ضـائقـة الـعيـش ومُـرِه ونكـده..
أمـا بالنـسبة لـي كـ “مـواطنـة” فقـد قـررت أخـيراً أن أنتـظر ميعـاد الانتخـابات لأقـول رأيي.