قَــمَــريــات ✒️وفــاء قـمـر بـوبـا / بـت الـرجـال لا مقـهـورة لا منـهـورة

___

الموقـف كـان صعـباً للغـاية ..كـانت إمـرأة أمـام رجـل اصطفـاهُ الله ليـقود العـالم نحـو النـور والعـلم مـن غيـاهب الظـلمـات والجهـل، أعتقـد أن المـوقف كـان صعبـاً وفـوق مـا يتصـوره عقـل بشـر، امـرأة أمـام بشـر هبـط عليـه وحـياً مـن السمـاء، امـرأة زوجـها اصطـفاه الله مـا بيـن اهتـزاز الأرض مـن تحتـهم وهيبـة الـوحـي النـازل مـن السمـاء .. كـانت السيـدة الأولى وزوجـها رئـيس دولة الإسـلام العـظمى (محمـد صـلى الله عـليه وسـلم)، وهـما أمـام عـاصفـةٍ قـادمـةٍ لا محـالة تقـف بثبـات، فلـم يهـتز يقيـنها يـومـاً ولا شكـت ضيـق العيـش ولا الأذى أو التكـذيب الـذي تعـرض لـهُ زوجـها فـي بـداية النـبوة والـرسالة، لـم تخـرج تنـدد صـارخـة (تحـيي تعـيشي، لا مقـهورة، لا منهـورة) ..
فـي وصـف هـذه المـرأة العـظيمة (خـديجة) وكمـالية عـاطفتـها بالعقـل تعـليقاً لطيـفاً للمـؤرخ بـودلي يقـول فـيه: ( إن ثقـتها بالـرجـل الـذي أحـبته كـان يضيـف جـواً مـن الثقـة عـلى المـراحـل الأولـى مـن العقيـدة التـي يـدين بهـا اليـوم واحـدٍ فـي كـل سبعـةٍ مـن سكـان العـالم ) ،،
قـوة العـاطفة التـي بـدت حـين قـالت: “واللـه لا يخـزيك أبـداً” .. وكـمال عقـلها تمـثل حـين قـرأت كـاريزما ورقـة بـن نـوفل واختـارتها فـذهـبت بـه مسـرعة إليـه فـالرجـل كـان متنصـراً يقـرأ الكتـب وأخـبار الأمـم لتستـمد منـه مـا يُثَبـت الفـؤاد بـ (بصـيرة وثقـة) تجـعل مـن امـرأةٍ سليـلة رجـال تـؤمـن بـرجالـها إذا كـذبـهم النـاس، مبـادئ حـضارة إسـلاميـة لا مـفـاهيـم غـربيـة “نسـوية” هـدفـها فـي السـودان تفكـيك الثقـة وتبـديدها وتفتـيت الأسـر والمجتمـعات، وممـا أحـزنني وأثـار دهـشتي واستغـرابي أننـي حـين بحـثت عـن مفـردة (نسـوية) ومـا يعنـيها الفكـر العلمـاني بـها وجـدت واكتشفـت أن “فـريدريك انجـلز” مـن مفكـري المـاركسية وفـلاسفتـها يعـبر عـن الأسـرة ويصفـها بالعبـودية الحـديثة، والتي تـرى طـاعة الـوالدين أو الكبـار والـرجـال استعبـاد و رِق بشكـل حـديث..!!! يـاللهـول .. يـاللهـول ..!!
شعـارات وهتـافات ثـورية تخـاطب وجـدان المـرأة السـودانية “بـت الـرجـال” بـأن تتنكـر للنـظام الأبـوي وتتـمرد عـلى رجـالهـا ..!!
خطـرٌ كـبير يـحدق بالـمجتمـع السـوداني والعـادات والقيـم والـوطـن مـستقـلة أحـداث إغتصـاب وأذى بعـض النسـاء إستـقلالٍ سيـاسي يحـارب عقـيدة الـوطن، ويهـدم القيـم والأخـلاق بـدلاً عـن أن يعـالج أذى المصـابة نفسيـاً ومعنـوياً بـ (قـوة العـاطفـة وكمـالية العقـل)..!!

فـاللهـم بـصيرة نـرى بهـا خـطوات سيـدات دولـة الإسـلام العـظمى وكـأنهـن بيـننا ، ومحـبة تصـنـع رجـال عـظماء يـخـلدون التـاريخ، ويبنـون الأوطـان، محـبة تـدفعـنا للسيـر فـي دروبهـن لا دروب (نسـوية) تفـكك الأوطـان، تقـهـر وتنـهـر الـرجـال.