الطاهر حسن التوم يكتب : العرض الأخير !

يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت.
إبراهام لينكولن*
▪ اذا كانت الحكومة مقبلة كما يقول وزير الاعلام في حديثه تصريحاً لا تلميحاً على ترتيبات اقتصادية جديدة في غضون أيام قليلة تتصل برفع الدعم، واذا كان رفع الدعم هذا أو ترشيده كما يحب فيصل محمد صالح إن يصف، سيكون _ كما تؤكد مصادر لصحيفة السوداني _ دفعة واحدة عن البنزين والجازولين مع تحديد سعرين للخبز. فمن المنطقي والطبيعي أن تلجأ الحكومة لصناعة دخان كثيف تمرر تحته ومن خلاله هذه القرارات بتبعاتها المؤلمة على الشعب السوداني.
دخان كثيف ينتج دراما انقلاب صحيفة الشرق الأوسط (انقلاب مساء غد !!) و الذي يتهم به مدنيين لا عسكريين، وقد نفاه الجيش وعده حديثاً كذوباً و ضاراً بالبلاد!
(دخان كثيف ينتج دراما عنف الأحياء بنسخة جديدة تحت إخراج شباب: واقع تحت تأثير حملة الكراهية .. قد تصل هذه المرة لأطلاق الرصاص الحي، طمعاً في توفير مادة مثيرة للإعلام والأسافير تحت مسمى (البل للكيزان) أو ( مؤامرة الكيزان).
تحتاج الحكومة لهذا ولغيره حتى تكسر أية حركة احتجاج يمكن أن تشتعل ضد هذه القرارات القاسية و العجولة!
نعم قاسية وعجولة…قسوتها تكمن في تعقيدها للحياة بشكل شامل، وعلى غالب سكان البلد، لاسيما في ظل ضعف وغياب الدولة، عن دعم وحماية الشرائح الغالبة الفقيرة، وعجولة لأنها تخرج من مطبخهم دون انتظار حتى لمسرحية المؤتمر الاقتصادي، والحوار المجتمعي، واجتماعات مؤتمر أصدقاء السودان، فزمن المناورات يبدو انه قد انتهى.
على الشعب السوداني أن ينتظر أياماً أقسى مما يعيش إن مضت حكومة (قحت) العاجزة في انتهاج هذه السياسات الجديدة، والتي مطلوب لها كما يقول وزير الاعلام سنداً شعبياً، والمدهش تأتي هذه السياسات في وقت بات فيه سادة هذا النهج الرأسمالي في العالم يعودون من بعد جائحة الكورونا وتبعاتها على مواطني بلدانهم لنهج الرعاية ولتعزيز الحماية الاجتماعية .
• دراما قحت القادمة، والتي ربما حين نشر هذه السطور تكون قد رفع عنها الستار ودخلت في حيز التنفيذ لن تغنى عنها شيئا !..
حملاتها على الفيس بوك بحساباتها الوهمية والحقيقية وبذبابها ودجاجها لن تصنع مع ضغط الحاجة والمسغبة خوفا مانعا من ركوب المخاطر، وجهازها الحزبي الأمني الذي تستعجله ليل نهار ليؤسس تحت عنوان (الأمن الداخلي) نهج قديم مظلم ومجرب وغير فاعل ولا منجي، ففي جنس الحالة التي نعيش من ضيق وانسداد أفق وغياب حكومة وصمت نخب وصخب قطيع ..في جنس هذه الحالة تستوي الاشياء، وقد يبدو المحذور في لحظة ما خياراً غالبا لا محيص عنه.
من يقول لقوى الحرية والتغيير قبل مشاهدة فصول دراما عرضهم “الأخير”؟! وإن قيل فهل تسمع ؟