خيبات الأمل المتكررة في الحياة بشكل عام تجعل اي شخص يشعر بكآبة وحزن واحباط ويأس شديد يحس كأنه يموت وهو على قيد الحياة، فتترسخ في ذهنه فكرة أنه إذا فشل مرة فإنه سوف يفشل في كل مرة، إلا أن الفشل لا ينفي القُدرة على النجاح في المستقبل يرتبط الفشل بالعديد من العوامل المختلفة، منها النفسية، الاجتماعية، والاقتصادية.. فالأسباب النفسية والتي ترتبط أساسا بطريقة تفكير الإنسان من خلال تفكيره الدائم بشكل سلبي، ما يجعله يخاطب نفسه بكلماتٍ تُثير الإحباط مثل (لا أقدِر، لن أنجح ، لا استطيع ، انا مقصود ، انا مظلوم … الخ)، مما يؤثّر على نفسيّته ويجعله يشعر بالقلق الذي يمنع التقدُّم في العمل أو يجعل الإنسان يتوقّع الفشل مُسبقاً ويرفض بعدها تكرار تجارب أخرى.في حين الأسباب الاجتماعية تتمثل في التفضيل بين أفراد المجتمع باستخدام المحسوبية، والرشوة، وليس على أساس الكفاءة مثلما الحال في الدول النامية، إلى جانب تلقي الإنسان للوم والنقد داخل محيطه الاجتماعي والأسري كأن يقول من حوله أنت إنسان غير ناجح، وترافق تلك التعليقات مع تصرفات تُذكّر الإنسان بفشله.
وفيما يخص الأسباب الاقتصادية تعود أساسا إلى انتشار البطالة بين عدد كبير من الشباب ، الأمر الذي يعاني منه الشباب الكفؤ، حيث لا يتمكنون من إيجاد فرص العمل التي تناسبهم، مما ينعكس على صحتهم النفسية بشكل سلبي، ويزيد من الشعور بالفشل لديهم، خاصة إزاء الفقر المادي الذي يقف حائلاً أمام تحقيق الأحلام الخاصة بفئة الشباب.
إن التعامل مع الفشل يستوجب تحليل أسباب هذا الفشل مع الاعتراف بالتقصير إن وجد، والعمل على الأخذ مستقبلا بكل الأسباب التي تؤدي إلى تلافي الوقوع في الفشل، هذا في حالة ما إذا كان الفشل غير خارج عن إرادة الشخص، أما إذا كان خارج عن إرادة الإنسان، فما عليه إلا الصبر والقبول بالأمر الواقع مع اليقين بأن الفرج قريب. كما يتوجب تغيير طريقة التفكير من السلبي إلى الإيجابي الذي يعتبر هو المحرك الأول للدوافع والانفعالات التي تسبق الفعل، فإذا نجح الشخص في برمجة أفكاره برمجة إيجابية، نجح في التحكم بكل المعيقات التي تأتي من العالم الخارجي والتعامل معها، وبالتالي يمنع تلك العوامل الخارجية من التأثير على نفسيته.
كذلك النظر إلي الجزء الملئ من الكوب وعدم سب الدولة والوطن والوضع بل التفكير في طرق الحل البديلة للخروج من دائرة الفشل والنظر الي طريق النجاح والتفوق والنجاح.