حسين خوجلي يكتب: بيان عادل وعاجل لجماهير الشعب السوداني

قال تعالى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) صدق الله العظيم

تحيةٌ إلى جماهير شعبنا الصابر الصامد الثائر إن النكبات والمكايد والمؤامرات التي تعرض لها هذا الوطن القارة وهذا الشعب العملاق منذ مطلع الاستقلال إلى اليوم لو تعرض لبعضه أي قطرٍ آخر لذهب قاطنوه وذهبت أرضه أدراج الرياح، ولكن كتب الله لهذه البقعة أن تُعمر روحاً وجسداً بأفضل الاعراق وأزكى الدماء وأفضل العشائر.

ولذلك تبقى أبداً تتحدى كالحات الليالي وعاصفات الأيام، وفي كل صباح جديد يخرج علينا الاستعمار الطامع الماكر الحقود بنسخٍ جديدة من الحروب والمعارك تارة بالغزو العسكري وتارةً بالغزو الاقتصادي وتاراتٌ بالاستلاب والغزو الثقافي. ولأننا نعيش هذه الأيام أسوأ لحظات الانحدار والتدافع صوب الهاوية فلن نعدد تفاصيل البلاء والأدواء حتى لا يصيبنا اليأس والقنوط.

وترتيبا على كل ذلك نرى لزاماً علينا أن نتقدم بهذا الاقتراح الوطني المتواضع ترياقاً ضد الكارثة والأزمة وتبدد السلام الاجتماعي، اقتراح يخرج من قلب المعركةِ والمعترك لتوحيد شعبنا في صفٍ واحد وراية واحدة لا خلاف عليها.

ودعونا في البدء ننحي غامض الايديولوجيا بعيدا وندني صريح البرامج قريبا بإشهار جبهة سودانية وفاقية تجمع كل أبناء السودان تحت مسمى سودانيون من أجل الوطن والديمقراطية تختصر في مفردة (سجود)

إن المتأمل بعمق للواقع الماثل والراهن السياسي يكتشف أننا مختلفون منهجا وبرنامجا في كل شي إلا في اثنتين ثابت الوطن والديمقراطية فهي الشرعية الوحيدة التي لا نزاع عليها والتي يُسلم ويستسلم لها الناس طواعية ورضا.

إن سجود هذه لا تدعو الآخر لمفارقة حزبه أو جبهته أو تياره أو حركته أو اتحاده او نقابته لأنها باختصار ستكون حزب الأحزاب وجبهة الجبهات وتيار التيارات وحركة الحركات واتحاد الاتحادات ونقابة النقابات هي باختصار حزب السودانيين معاً.

لقد ظل الشعب السوداني لزمانٍ طويل يبحث عن فكرة عميقة ومباشرة لجمع الشمل والشتات في صعيد واحد دون أن يُلغي خصوصية الاختلاف وجدل التفاعل المشروع ليفضي إلى منفستو موجب وبرنامج منتج. وتظل حكمته الناصعة (فلنعمل سويا فيما اتفقنا حوله وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)

دعونا نترك الفرصة التاريخية لهذا الغرسة السودانية لتنمو وتتنزل علينا بالمزيد من الثمرات المباركة وبلافتات شتى:
1. مزارعون من أجل الوطن والديمقراطية
2. عمال من أجل الوطن والديمقراطية
3. شباب من أجل الوطن والديمقراطي
4. طلاب من أجل الوطن والديمقراطية
5. نساء من أجل الوطن والديمقراطية
6. مثقفون من أجل الوطن واديىقراطية
7. مبدعون من أجل الوطن والديمقراطية
وليتكاثف هذا الشعار حتى يتنزل إلى كل مدينة وحارة وقرية ومؤسسة ومصنع وخلوة وروضة من أجل الوطن والديمقراطية

هذه دعوة حارة لهيكلة المجتمع السوداني على مبدئية الحريات واحترام الآخر وكتابة نبيل الممارسة واقصاء قبيح التقاليد، لارساء مجتمع المحبة والشرعية والقانون ومحاربة مجتمع الكراهية وقانون الغاب والثأر العقيم.

إن أقوى حجة نظرية في مبادئ سجود مقدرتها على اقامة حلف مشاع ما بين اليسار واليمين والوسط من أجل الوطن والديمقراطية والمدنية والعسكرية دون فصام أو خصومات أو نزاعاتٍ أو تصفية حسابات. إن مبادئ سجود إن أحسنا تطبيقها على أرض الواقع فإنها ستخرج من قيد المحلية إلى رحابة العالمية ويكون للسودان فيها فضل السنة المتبعة والاقتداء الحميد.
1. أفارقة من أجل القارة والديمقراطية
2. عرب من أجل الوحدة والديمقراطية
3. مسلمون من أجل الايمان والديمقراطية
4. وعالم من أجل الانسانية والحريات

إن هذه الكلمات مجرد نداء في سفر المختصر المفيد الذي نرجو من كل قلبنا أن يرفده ثقاة الفكرة والوطنية برصين الانتقاد وجليل الاعتقاد حتى يصلح ورقةً للتداول وبرنامجاً للتطبيق
وليكن شعار سجود الذي يوثقه الجميع على قلوبهم وعقولهم وسواعدهم سجودا لله وسيوفاً للوطن سعاةً للسلام وصروحاً للتنمية.

إن شعارات سجود ستبقى خالدة متى ما أخلصها جيل الأجداد والأحفاد بالنصح واستمسك بها شباب التغيير وأبناء المستقبل بالاخلاص. إن سجود نبتة سودانية خالصة لا يُكتب لها الرسوخ ولا الخلود إلا اذا استيقن جيل اليوم شعار رجل السيادة الأول والوطني ومربي الأجيال أحمد محمد صالح الذي عشق مكارم الوطنيين واستخف بعنجهية الفرنجة بغير ازدراء للتثاقف والتجربة الانسانية حين قال:

علم شباب الواديين * خلائـــق الرجل الأشدِّ
علمـهـم أن الخنـوع * مــــذلـةٌ والجـبن يردي
علمهـــم أن الحيــاة * تسير في جزر ومدِّ
علمهــــم أن التمســح * بالفرنجة غـير مجدى