حسين خوجلي يكتب : مقاربة البرنامج الأحمر والشاي الأحمر

كان  البرنامج الاكثر رومانسية و تداولا وسط القحاطة انه بعد اسبوع واحد من حكومة المحاصصة:

– سوف يزال اسم السودان من قائمة الارهاب

– وسوف تتزاحم شركات الاستثمار العالمية على مطار الخرطوم

– وسوف يشرّف بلادنا كل الرؤساء الغربيين والقادة الاقليميين واهل السينما والغناء والرياضة والرفاهية ويشطبون ديون السودان ويعلنون قائمة التبرعات المليارية

– وسوف يوفرون مليون وظيفة للشباب ومليون مهنة للمهندسين والفنيين ومليون مهاجر للعمل والتدريب

– وسوف يوزعون الخبز واللبن والعسل مجاناً على بيوت الكادحين

– وسوف يأخذون من كل فرد حسب قدرته ويمنحونه قدر كفايته

– وسوف يغني حادي الرفاق مثلما غنى قديما فوق اشلاء  دماء الانصار في الجزيرة ابا وودنوباوي وبيت الضيافة.. وبيك يا مايو يا سيف الفدا المسلول.. نشق اعدانا عرض وطول.. عشان نبني اشتراكية ونرفع راية هم خلوها فوق السارية متكية

وعاشت كل الجماهير الحالمة في غيمة وغيبوبة هذا الحلم اللذيذ و(التم تم) الديمقراطي حتى استيقظوا بعد عام على ندرة الخبز وانعدام الوقود وذهاب الطمأنية والامان وانسداد كوة الامل.

وبعد ان قرأ الشاهد هذه المرافعة الحزينة طلب ظريف المدينة من المنتظرين لساعات تحت لظى الشمس في انتظار المواصلات المستحيلة بميدان جاكسون ان يعبروا بنكتة عن الواقع السياسي الراهن واكثر الذي يشيع ادب شر البلية ما يضحك سوف تكون جائزته قارورة ماء وكمامة وقطعة صابون فنيك.

 وماتت الجموع من الضحك الباعث للبكاء حين حكى (ممكون وصابر) بلهجة ساخرة:  ان حالنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن يشابه حال احد بلدياتنا الذي ذهب ضيفا لجماعة في منزلهم الجديد وبعد ان اكمل تحياته وسلاماته وامنياته ضرب سمعه صوت خلاط الفاكهة كررررر، وبعد اكثر من نصف ساعة من الانتظار، كانت فجيعته كبيرة، حين قدموا له كباية شاي احمر!

حسين خوجلي